تلك المعلمة التاريخية التي كانت حصناً لحماية آسفي والذي تم تأسيسه سنة 1508 وهندسته تتخذ طابع الفن المعماري الأمنويلي الذي يعتبر أ...
تلك المعلمة التاريخية التي كانت حصناً لحماية آسفي والذي تم تأسيسه سنة 1508 وهندسته تتخذ طابع الفن المعماري الأمنويلي الذي يعتبر أرقى الفنون المعمارية البرتغالية على مرّ العصور والذي لا مثيله له,تلك المعلمة التي يقف أمامها الآسفيون ليلتقطوا صوراً أمامه المعلمة التي كانت رمزاُ في الطوابع البريدية وبطائق البريدية التي كانت ترسل عبر العالم كله ,فهي ليست فقط رمزاُ بل تعكس تاريخ آسفي.
لكن لاح في الأفق قرار هدمه وهذا ليس الأول فقد تم هدم المعلمة التاريخية “البريد” دون أي تحرك من أي مسؤول الذين يزعجون مسامعنا بنشاز شعاراتهم وكذب حبهم لآسفي فقط من أجل أصوات الساكنة ولا أحد اتخد قراراً أو خطوة لا من المسؤولين أو من المجتمع المدني الذي أغلبه رغم وجود استثناءات جعلوا منه شماعة لتلقي المساعدات من منظمات دولية ,وحتى الموائد المستديرة التي تنتهي بأطباق “بسطيلة ودجاج ” هدفها ليس إلا الصور ولاشيئ يحدث,حتى تلك المبادرة قبل الإنتخابات لمراسلة رئيس الحكومة لم تكن إلا خطوة انتخابية وترويجية,ولا ننسى الصور التي ملأت صفحات التواصل الإجتماعي عندما عمد المسؤولون والجمعويون إلى وضع أخشاب على الأسوار الخارجية ” لبيرو عرب” فقط للإسترزاق فلا شيئ يحدث ويتم فتحه فقط عند زيارة منظمات وكأنهم يحافظون على المآثر وتهمهم وهذا ما أسميه “نفاق المحبة”
نعود لموضوعنا هو قرار هدم قصر البحر لعلك سيدي القارئ على أعصابك لتعرف لماذا سيتم هدمه ؟ لعلك تسأل الآن هل هؤلاء حمقى ليوافقوا على هذا القرار؟ وستسأل هل الساكنة يرضيها هذا الوضع؟
سأجيبك نعم الساكنة وافقت على هذا الوضع لأنه لم تشتكي وحتى الجمعيات “أغلبها” لأن بآسفي توجد جمعيات تشتغل حباٌ لآسفي وهم على رؤوس الأصابع,أما المسؤولين منهم البرلمانيون الذي تهمهم الرمال والفيلات فليس لهم الوقت ليقفوا ضد هذا القرار ,وحتى المجلس البلدي لايقترب حتى للبحث عن حلول ويتحجج بأن الإمكانيات لا يمكنها ذلك؟ وماهو دوركم إن لم يكن إشراك وزارة السياحة والثقافة والمكتب الشريف للفوسفاط الذي يساهم بقسط وفير في هذا القرار.
لن أطيل عليكم هذا القرار منذ سنوات وهو ساري المفعول وينفذ كل يوم ,هذا القرار صدر تحت إسم “الإهمال” أزعجكم أنه صدر قرار لهدمه ولم تنزعجوا طيلة هذه السنوات لحالته وأنه سيتم هدمه بإهماله من طرفنا ولا أحد يتحدث أو يصرخ كما يصرخون على مناصبهم وعلى مصالحهم ,بل لم أرى أحداً يتضامن مع حالته كما يتضامنون مع أشخاص ينتمون لأحزابهم .
فقرار الهدم الحقيقي هو إهماله وتجاهله لأنه مابين ليلة وأخرى سنجد مكانه أنقاضاُ تطوي صفحةً من التاريخ ,مدن لديها ربع مآثرنا وهم من الأوائل بالمغرب بمجال السياحة ,وصخرة تسقط يهرولون لترميمه,أما نحن فيسقط تاريخنا وأسوارنا ومآثرنا,لكن الكل تهمه مصلحته أو مصلحة حزبه كما يقول المثل الشعبي “كل وكيسوط علا كبالوا” أما مصلحة المدينة لا تهم.